الاثنين، 29 ديسمبر 2014

باب الكعبة


باب الكعبة


اختلف الرواة في أول من عمل للكعبة المعظمة باباً، فمنهم من قال له مصراعين وقفلاً، والقول الثالث: إن أول من وضع باباً على الكعبة المعظمة تبع الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد، وهذا القول رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق المطلبي، ورواه الأزرقي في تاريخ مكة( ).
ولما عمرته قريش جعلت له باباً بمصراعين، وكان طوله أحد عشر ذراعاً، وكذلك ابن الزبير، فلما كان الحجاج عمل له باباً طوله ستة أذرع وشبر، وذلك أن الحجاج رفع باب الكعبة عما كان عليه في بناء ابن الزبير، لذلك صار طول الباب الذي عمله على قدر الفتحة( ).
وفي العهد السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد كان عام 1363هـ، 1944م، حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك (2.5)سم، وارتفاعه (3.10) أمتار، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين الباب بأسماء الله الحسنى، وقد صنعه شيخ الصاغة. 
أما الباب الثاني فقد أمر بصنعه الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، وقد برزت الفكرة عندما لاحظ الملك خالد عام 1397هـ - 17977م قدم الباب عندما صلى في جوف الكعبة، ورأى آثار خدوش في الباب، فأصدر توجيهاته فوراً بصنع باب جديد، وباب التوبة من الذهب الخالص، وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (كان ولياً للعهد آنذاك) على أن يظهر العمل الجليل هذا بالصورة التي تتمناها نفس كل مسلم أثرها البالغ في ظهور الصورة الأخيرة التي برز بها الباب، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حين ذاك بزيارة مقر العمل، وكان لهذه الزيارة الكريمة أثرها الفعال في دفع طاقة العمل والانطلاق به، وقد انتهينا من العمل قبل الموعد المحدد( ).
وقد تكلفت صناعة البابين - باب الكعبة - وباب التوبة - (13.420.000) من الريالات، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها مائتين وثمانين كيلوا جراماً، وكان الذهب عيار 9.999%( )، واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398هـ، اثني عشر شهراً، وقد أقيمت ورشة خاصة لصناعته. 

0 التعليقات :

إرسال تعليق