الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الأساطين المشهورة

الأساطين المشهورة



الأساطين جمع اسطوانة وهي العمود والسارية التي يقوم عليها البناء، وأساطين المسجد النبوي الشريف في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت من جذوع النخل وإذا أطلق اسم على سارية فالمقصود العمود الذي حل مكانها.  فقد تحرى الذين وسعوا المسجد النبوي الشريف أن يحافظوا على أماكن هذه الأساطين، فيضع كل عمود في المكان الذي كانت فيه الأسطوانة  أو السارية على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذه الأساطين التي نشاهدها في المسجد النبوي الشريف في القسم القبلي منه أقيمت في عمارة السلطان عبد المجيد، وقد اشتهر من هذه الأساطين ثمان، كان لها حظ وافر على باقي الأساطين لما لها من مميزات لم تكن لغيرها، وتلك الأساطين هي :
1-الأسطوانة  المخلقة أو علم مصلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2-أسطوانة القرعة أو أسطوانة عائشة.
3-أسطوانة التوبة أو أسطوانة أبي لبابة.
4-أسطوانة السرير.
5-أسطوانة المحرس.
6-أسطوانة الوفود.
7-أسطوانة مربعة القبر.
8-أسطوانة التهجد.

الأسطوانة المخلقة

الأسطوانة  المخلقة


وتسمى أيضاً (علم رسول الله صلى الله عليه وسلم) ومعنى المخلقة المطيبة أو المعطرة، من الخلوق وهو الطيب، روي أن عثمان بن مظعون : تفل في المسجد فأصبح مكتئباً، فقالت له زوجته: مالي أراك مكتئباً؟ فقال : لاشيء إلاّ إني تفلت في القبلة وأنا أصلي، فعمدت (أي زوجته) إلى القبلة فغسلتها، ثم خلقتها،-أي طيبتها- فكانت أول من خلَّق القبلة.
وقال جابر بن عبدالله كان أول من خلَّق المسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم لما حجت الخيزران في سنة سبعين للهجرة أمرت بالمسجد أن يخلق، فتولت تخليقه خازنتها -مؤنسة - فخلقته جميعه حتى الحجرة النبوية الشريفة،
وروى السمهودي عن ابن زبالة "أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى إليها المكتوبة بضعة عشر يوماً بعد أن حولت القبلة".
وكان سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه – يتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، ولما سئل قال: "إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها". قال مالك أحب مواضع التنقل في مسجده صلى الله عليه وسلم حيث العمود المخلق وأما الفريضة ففي أول الصفوف.
وقد جرى تقديم هذه الأسطوانة  لجهة القبلة قليلاً، وإدخال بعضها في المحراب النبوي الشريف، وكتب عليها الأسطوانة  المخلقة.

أسطوانة القرعة

أسطوانة القرعة

 

وهي الثالثة من المنبر والثالثة من القبر والثالثة من القبلة، وتعرف بالأسطوانة  المخلقة أيضاً، وبأسطوانة السيدة عائشة رضي الله عنها، وبأسطوانة المهاجرين.
·    فأما تسميتها بأسطوانة (القرعة) فلما رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة لو يعلم الناس لاستهموا عليها، فنظروا فإذا عندها جماعة من الصحابة وأبناء المهاجرين، أي وهي أسطوانة القرعة".
·    وإما تسميتها بأسطوانة عائشة فلما روى أن عائشة – رضي الله عنها – أخبرت عبدالله بن الزبير بفضل تلك الأسطوانة فقام فصلى عندها فظن الناس أن عائشة أخبرته أنها تلك الأسطوانة  فسميت أسطوانة عائشة.
·    وأما تسميتها بأسطوانة المهاجرين، فلأن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها، وكان يقال لذلك المجلس مجلس المهاجرين، ويذكر السمهودي عن زيد بن أسلم انه قال : "رأيت عند تلك الأسطوانة  موضع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رأيت دونه موضع جبهة أبي بكر ثم رأيت دون موضع جبهة أبي بكر موضع جبهة عمر، ويقال : إن الدعاء عندها مستجاب.

أبواب المسجد النبوي

أبواب المسجد النبوي

 

كان للمسجد النبوي ثلاثة أبواب في بنايته الأولى وهي:
1) باب في مؤخرة المسجد (أي جهة القبلة اليوم) حيث كانت القبلة إلى بيت المقدس. وبعد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة يوم الثلاثاء 15/8/2 هـ أغلق الباب في الحائط الجنوبي ، وحل محله باب في الحائط الشمالي، وعملت ثلاثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلك التي بالجهة الشمالية واحتفظ بباب عثمان وباب عاتكة.
2) باب من جهة الغرب عرف بباب عاتكة (المعروف الآن بباب الرحمة). (وعاتكة سيدة من مكة ابنة زيد بن عمر ، من قبيلة عدي بن كعب ، أسلمت وهاجرت للمدينة المنورة ، وسمي الباب باسمها لوجوده مقابل بيتها، كما عرف بباب السوق لأنه كان يؤدي إلى السوق، ويرجع تسميته إلى باب الرحمة كما جاء في صحيح البخاري إلى أن رجلا دخل المسجد طالباً من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء لإرسال المطر، فأمطرت السماء سبعة أيام ، ثم دخل في الجمعة الثانية طالباً برفع المطر خشية الغرق ، فانقشعت السحب ، واعتبر هذا رحمة بالعباد ، فأطلق عليه باب الرحمة ، وباب النبي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل منه ).
3) باب من جهة الشرق عرف بباب عثمان (المعروف الآن بباب جبريل). وأطلق عليه باب جبريل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، التقى بجبريل في هذا المكان في غزوة بني قريظة، وعرف بباب عثمان لوجوده مقابل بيته.( عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص48-49)
وبعد توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسجد النبوي أصبح للمسجد ستة أبواب أي أضيف ثلاثة أبواب جدد إلى الأبواب التي كانت في حوائط المسجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. فأصبحت أبواب المسجد على النحو التالي:
1) الحائط الشمالي: بابان (أضيف باب مستجد).
2) الحائط الشرقي: بابان باب جبريل (واستحدث باب النساء ).
3) الحائط الغربي: بابان ، باب الرحمة (واستحدث باب السلام).

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

أبرز المشاريع المعتمدة وجاري تنفيذها بالمسجد النبوي

أبرز المشاريع المعتمدة وجاري تنفيذها بالمسجد النبوي



أبرز المشاريع المعتمدة للمسجد النبوي ما صدر به التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله أثناء زيارته للمدينة المنورة بعد توليه الملك باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي بكلفة إجمالية قدرها (4.700.000.000)ريال وتشمل على ما يلي:
أ) تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي:
وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار وتكون هذه المظلات مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آلياً عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً وسوف يستفيد منها عند انتهائها أكثر من 200.000 مصل.
‌ب) تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف:
وتبلغ مساحتها 37.000 متر مربع وستستوعب عند انتهائها أكثر من 70.000 مصل وسينفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 420 سيارة وكذلك 70 حافلة كبيرة (باصات كبيرة) كما تشمل الأعمال المنفذة تنفيذ دورات مياه مخصص معظمها للنساء ومواقف مخصصة لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات.
ج)تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي:
ويشمل ذلك تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل(الدائري الأول).

إحصاءات عن المسجد النبوي
1 – المـــــــــــــآذن البناء القديم والتوسعة السعودية الأولى:              (4) مـــآذن
توسعة خادم الحرمين الشريفين:                      (6) مـــآذن
المجموع:                                              (10) مــــآذن
 

2 – عدد السلالم السلالم العادية:                       (18) سلماً
السلالم الكهربائية:                    (6) سلماً
المجموع:                             (24) سلماً

3- مساحة المسجد وطاقته الاستيعابية   الموقع المساحة                                       عدد المصلين                     
الطابق الأرضي للمسجد:                                        98.500م2 167.000 مصل
المساحة المخصصة للصلاة في سطح التوسعة الجديدة:      67.000م2 90.000مصل
الساحات المحيطة بالمسجد:                                     235.000م2 450.000مصل
المجموع:                                                         400.500م2 707.000مصل
الطاقة الاستيعابية في أوقات الذروة:                            مليون مصل

مآذن المسجد النبوي

مآذن المسجد النبوي

 


كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، قبل أن يؤمر بالأذان ، ينادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصلاة جامعة، فيجتمع الناس، فلما صرفت القبلة إلى الكعبة، أمر بالأذان، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهمّه أمر الأذان ، فذكر بعض المسلمين أشياء يجمعون بها الناس للصلاة، فقال بعضهم: البوق، وقال بعضهم : الناقوس، فبينما هم على ذلك أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عبد الله بن زيد الخزرجي رضي الله عنه فقال له: إنه طاف بي هذه الليلة طائف، مرَّ بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده فقلت له: أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قال: قلت ندعو به إلى الصلاة ، قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قال : قلت : وما هو ؟ قال : تقول: الله أكبر الله أكبر-إلى آخر الأذان-فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنها رؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه، فليؤذن بها، فإنه أندى منك صوتاً. فلما أذن بها بلال ، سمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته ، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه، وهو يقول : يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فالحمد لله فذلك أثبت"، ولم يكن للمسجد النبوي الشريف في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين مآذن (منائر) يرقى المؤذن فيؤذن عليها.
وكان بلال بن رباح رضي الله عنه يؤذن للفجر من فوق بيت امرأة من بني النجار.
روى ابن إسحاق : عن عروة بن الزبير، عن امرأة من بني النجار قالت : كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن الفجر عليه كل غداة ، فيأتي بسحر، فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى، ثم قال : اللهم إني أحمدك .. واستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت ثم يؤذن.
وذكر أهل السير أن بلالاً كان يؤذن على أسطوانة بدار عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يرقى إليها على سبعة أقتاب (أي درج) بجوار المسجد النبوي الشريف.
مما سبق يتبين أن الحاجة إلى رفع الأذان من مكان عال ، دفعت المسلمين في المدينة المنورة إلى الانتقال بوضع الأذان من مستوى سطح المسجد إلى سطح أعلى المنازل المجاورة، ثم إلى سطح المسجد النبوي فيما بعد، مع بناء شيء يزيد من ارتفاعه، ثم إلى اتخاذ المآذن على مختلف ارتفاعاتها.(عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص74-75)
أول مئذنة بالمسجد النبوي:
أول من أحدث المئذنة (المنارة) عمر بن عبدالعزيز في عمارة الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي الشريف، فجعل في كل ركن من أركان المسجد مئذنة.
قال كثير بن حفص: وكانت إحدى المنارات الأربع مطلة على بيت مروان بن الحكم، (وهو منزل بني أمية عندما يأتون إلى المدينة ينزلون فيه). فلما حج سليمان بن عبد الملك، أذن المؤذن، فأطل عليه، فأمر سليمان بهدم هذه المئذنة، فهدمت حتى سويت بظهر المسجد.
وظل المسجد النبوي الشريف بالمنارات الثلاث، وحدد ابن زبالة طول كل منارة إذ يقول:
·       طول المنارة الجنوبية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً(27.5م).
·       طول المنارة الشمالية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً(27.5م).
·       طول المنارة الشمالية الغربية ثلاثة وخمسون ذراعاً(26.5م).
كذلك حدد لنا عرض المنارات، فقال: بأن عرض كل منارة ثمانية أذرع في ثمانية أذرع(4م×4م).
وظلت هذه المنارات الثلاث حتى عام 580هـ/1184م عند زيارة ابن جبير للمدينة المنورة، حيث وصفها بقوله: "وللمسجد النبوي ثلاث صوامع، إحداها في الركن الشرقي على هيئة صومعة والاثنتان في ركني الجهة الجوفية صغيرتان، كأنهما على هيئة برجين". (عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص107)
وفي عهد السلطان الأشرف قايتباي عمل مئذنة صغيرة بين باب السلام وباب الرحمة عرفت بعد ذلك بمئذنة باب الرحمة. وأثناء ترميمه للمسجد النبوي تبين وجود شرخ بالمئذنة الجنوبية الشرقية (الرئيسية)، فهدمت المئذنة إلى أساسها وحفر حتى بلغ منسوب المياه، وعمل لها أساس قوي بالحجارة البازلتية،-وهي المئذنة التي نراها اليوم- وقد بلغ ارتفاع هذه المئذنة (120) ذراعاً (60متراً) وكان العمل في عام 891-892هـ/1486-1487م.(عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص132)
وفي العهد العثماني التركي هدمت المئذنة الشمالية الشرقية (السنجارية) وأقيمت مكانها المئذنة السليمانية وكان عمق أساسها ثلاثة عشر ذراعاً بذراع العمل وهو يساوي (56.6) سم أي ما يعادل (8.53م) وعرض الأساس سبعة أذرع في سبعة أذرع، أي مايعادل (4.59م). وكان عرضها على سطح الأرض (6×6) أذرع أي (3.93م).(عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص133)
وبعد توسعة السلطان عبد المجيد أصبح للمسجد النبوي خمس مآذن هي:
1)   المنارة الشمالية الغربية: وتسمى التشكيلية والخشبية وتعرف بالمجيدية نسبة إلى السلطان عبد المجيد الذي جددها في عمارتها وجعلها على رسم منائر الأستانة بثلاث شرفات، ثم أزيلت في العمارة السعودية الأولى وبني بدلها منارة على أجمل وأحدث طراز.
2)   المنارة الشمالية الشرقية: وتسمى السنجارية،وتعرف بالسليمانية وهي التي أقامها السلطان سليمان القانوني بدلاً من السنجارية، وتعرف بالعزيزية لعمارة السلطان عبدالعزيز خان بن محمود لها، حيث بناها على هيئة المنارة المجيدية وجعل لها ثلاث شرفات، وقد أزيلت هذه المنارة في العمارة السعودية وبني بدلاً منها منارة على شكل بديع ورائع.
3)   المنارة الجنوبية الشرقية: وتعرف بالرئيسية وتحمل هذا الاسم حتى وقتنا الحاضر، وهي المنارة المجاورة للقبة الخضراء، وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد، وهي التي عمَّرها الأشرف قايتباي ثلاث مرات عام 886هـ، 888هـ، 892هـ، ونزل في أساسها إلى الماء واتخذ لها حجارة سوداء وزاد في طولها إلى (120) ذراعاً (60متراً )، ولازالت حتى الآن على عمارة قايتباي، وتقوم الحكومة السعودية بتجديدها من وقت لآخر حتى تبقى في أجمل صورة وأروع منظر.
4)   المنارة الجنوبية الغربية: وتسمى منارة باب السلام، وهي من عمارة الناصر محمد بن قلاوون سنة 706هـ كما رواه المطري وأما فرحون فيذكر أن الذي بناها هو شيخ الخدام شبل الدولة كافور المظفري المعروف بالحريري وهذه المنارة لازالت قائمة يزيد من الحفاظ عليها ما تبذله الحكومة السعودية من تجديدها من وقت لآخر للبقاء على رونقها وجمالها.
5)   المنارة الغربية: وتسمى منارة باب الرحمة، بناها الأشرف قايتباي سنة 888هـ وبنيت خارج جدار المسجد النبوي الشريف ملاصقة للمدرسة المحمودية التي كانت هناك، وقد أزيلت في العمارة السعودية الأولى. (عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص153-155)

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الأولى

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الأولى


أصبحت منائر المسجد النبوي الشريف في العمارة السعودية الأولى 1370-1375هـ، أربع منائر، فقد أزيلت (المنارة الشمالية الغربية التشكيلية)، و (المنارة الشمالية الشرقية السنجارية) و (منارة باب الرحمة). وبني بدلاً منها منارتان، إحداهما في الجهة الشمالية الشرقية والأخرى في الجهة الشمالية الغربية، وتتميز إنشاءات المنائر في التوسعة السعودية الأولى بما يلي :
أولاً: يبلغ عمق كل منارة (17م) وارتفاعها (70م).
ثانياً: تتكون كل منارة من أربعة طوابق كما يلي:
1)   الطابق الأول السفلي:  فهو مربع ويستمر أعلى سطح المسجد، وينتهي بمقرنصات تحمل أعلاه شرفة مربعة.
2)   الطابق الثاني: فهو مثمن، زين بعقود تنتهي بشكل مثلثات، وينتهي في أعلاه بمقرنصات تعلوها شرفة.
3)   الطابق الثالث: فهو مستدير بنفس ارتفاع الطابق الثاني تقريباً حلّي بدالات ملونة، وينتهي بمقرنصات تحمل أعلاها شرفة دائرية.
4)   الطابق الرابع: (الجوسق) فقد ارتفع قليلاً حيث عمل له طابق خامس بشكل خوذة مضلعة تنتهي بشكل شبه مخروطي يعلوه قبة بصلية، وينتهي من أعلى بمقرنصات أيضاً تعلوها شرفة. (عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص180)

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الثانية

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الثانية


اشتملت التوسعة السعودية الثانية على ست منارات جديدة ارتفاع كل منها حوالي (104م) أي بزيادة (32) متراً عن ارتفاع المنارات في التوسعة السعودية الأولى. وبذلك يكون للمسجد بعد التوسعة عشر منارات. ولقد تم تصميم هذه المنارات بحيث تتناسق مع منارات التوسعة السعودية الأولى وفق أحدث النظم الهندسية، وقد بلغ عمق كل منارة (50.45) متراً.
ووزعت هذه المنارات على كامل التوسعة، بحيث يوجد منارة في كل ركن من أركان التوسعة الجديدة، أربع منارات في الواجهة الشمالية، واحدة في الركن الشمالي الشرقي، وأخرى في الركن الشمالي الغربي، واثنتان في منتصف الجانب الشمال فوق البوابة الوسطى (باب الملك فهد)، ومنارة في الركن الجنوبي الشرقي، وأخرى في الركن الجنوبي الغربي.   وتحتوي كل منارة على خمسة طوابق نوضحها فيما يلي :
1)     الطابق الأول: ويمثل القاعدة للمنارة، وهي مربع الشكل ضلعه(5.5م) وارتفاعه (27) متراً بحيث يستمر هذا المربع بطول ارتفاع مبنى المسجد ثم يعلو السطح، ويلاحظ وجود شريط طولي محفور، به عدة نوافذ صغيرة من الجانبين الظاهرين من المنارة، وقد تم زخرفة هذا الشريط بزخارف بطوله، كما تم تكسية جزء القاعدة بنفس التكسية الخارجية لمبنى الحرم، وهو الذي أدى إلى الشعور العام في التناسق المحسوس من الخارج. ثم تأتي الأحزمة المزخرفة مكونة بداية النهاية للقاعدة، فنجد حزاماً عريضاً به زخارف هندسية، يليه حزام آخر بزخارف نباتية ثم تبدأ الكرنشة لتنسيق المقرنصات التي تهيء إطلالة الشرفة الأولى ، وبالتأمل في المقرنصات نجد أنها جعلت من طبقات واضحة يتخللها تجاويف مزينة بزخارف نباتية.
2)     الطابق الثاني: وهو مثمن قطره (5.5م) وارتفاعه متران. يبدأ من أعلى الشرفة السابقة المربعة ويستمر بارتفاع متر، وبالتأمل في هذا الجزء يمكن ملاحظة المثمن على درجات مختلفة من الظهور، فالجزء السفلي منه مثمن مضلع بسيط في تكسيته، ويوجد في هذا الجزء فتحة إلى الشرفة،وذلك لاستعمالها عند الحاجة، والجزء الأوسط ويمثل جزء العقود المحمولة مع أعمدة رفيعة، ويمثل مجموع الأعمدة الثلاثة في ركن المثمن عنصراً يعكس التحول القادم في الطابق الثالث المستدير، ويتمثل تزيين هذا الجزء في العقود التي تنتهي بشكل مثلثات، ويظهر في خلفية العقود أرضية داكنة ونوافذ زجاجية طويلة جعلت بحلوق بيضاء مزركشة، وقد حليت العقود بحزام فيه سلسلة متعرجة بارزة والجزء الأعلى من هذا الطابق يظهر شكل المثمن مرة أخرى مع وجود فتحات دائرية في كل ضلع محاطة بإطار بارز، وقد تم تكسية هذا الجزء بأرضية بيضاء، وينتهي هذا الجزء بمقرنصات تحمل أعلاها شرفة مثمنة.
3)     الطابق الثالث: وهو اسطواني الشكل قطره (5م) وارتفاعه (18) متراً ويبدأ من أعلى الشرفة الثانية ويستمر بارتفاع متر، وقد تم تكسية أرضيته بلون رصاصي داكن، وحلي بدالات بارزة مموجة تقوم بعمل الأحزمة ويبلغ عددها اثني عشر حزاماً، وينتهي هذا الطابق بمقرنصات مكونة من طابقين تحمل شرفة مستديرة،ويعتبر هذا الطابق من الأجزاء المصمته والتي تعكس قوة تحمل الأجزاء العلوية.
4)     الطابق الرابع: وهو اسطواني الشكل قطره (4.5م) وارتفاعه (15) متراً ويشكل العنق حيث الأعمدة الرخامية والأقواس الثمانية المثلثة الرؤوس البارزة، وجميع تشكيلها يحيط بعصب السلم الدائري، ويعلو هذا الجزء أيضاً مقرنصات في طابقين تحمل شرفة دائرية أصغر من سابقتها.
5)     الطابق الخامس: وهو اسطواني الشكل قطره (4.5م) وارتفاعه (12)متراً ، ويبدأ من أعلى الشرفة السابقة، ويمكن تقسيمه إلى عدة عناصرحيث يبدأ ببناء اسطواني مضلع ينتهي بتاج مشرشف يكون شرفة صغيرة تحمل الجزء العلوي والذي يبدأ ببناء مخروطي تعلوه قبة بصلية هي الأساس لقاعدة الهلال البرونزي المطلي بالذهب عيار (24)قيراطاً، ويصل ارتفاعه إلى حوالي (6) أمتار ويبلغ وزنه حوالي (4.5)طن ليعلن انتهاء المنارة.
وبالتأمل في منائر المسجد النبوي الشريف نجد أن له لمسة جمالية أخرى أضيفت إليه وذلك باستخدام الإنارة الصناعية والتي أضفت تأثيراً ما بعده تأثير على البناء الشامخ حيث إن الضوء المشع أعلى يحيط بالمنارة، وكأنها يصعد بها إلى أعلى الفضاء. وذلك بتركيب جهاز يعمل بأشعة الليزر وضع على منسوب (86) متراً تقريباً لإعطاء حزمة ضوئية تحدد اتجاه القبلة على مساحة (50) كيلاً تقريباً.

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

الإخلاص.. صفة الربانيين

الإخلاص.. صفة الربانيين


الإخلاص سر من أسرار الله عز وجل يودعه قلب من يشاء من عباده، فهو أساس قبول العمل، ومناط تلقي الله عز وجل له بعين الرضا، ذلك لأن الإخلاص هو عنوان التوحيد الخالص، فحينما يبتغي العبد بعمله وجه ربه فإنه ينفي عن الله عز وجل الشريك والند.

نحن إذن نتحدث عن خلاصة الدين ومفتاح قبول الله تعالى للأعمال، وقد أكدَ القرآنُ هذا المعنى في مواضع كثيرة، قال سبحانه: "ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله"  النساء 125  وقال تَعَالَى: "قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ، فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ"  الزمر 14 ، وقوله تَعَالَى: "وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ" البينة5، وقال تعالى: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً" الكهف 110

وفي السنة كذلك تأكيد على مكانة هذه الصفة ووجوب التحلي بها، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه"، وفي موضع آخر يؤكد صلى الله عليه وسلم على بعض الأعمال التي لا يستطيع الإنسان فيها تخليص نيته ، ويحذر منها تحذيرا شديدا، فيقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داوود: "من تعلم علماً بما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة (يعني ريحها) يوم القيامة".

ويبين النبي صلى الله عليه وسلم مآل بعض الأعمال التي لا تكون خالصة لوجهه تعالى مع أنها تحمل في ظاهرها طاعة ، فيقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال: جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به يعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت؟ قال تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من صنوف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها ألا أنفقت فيها قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار"

الإخلاص إذن سر الأسرار، ولذا يقول عنه ابن القيم رحمه الله  في تعبير جميل عن فوائد الإخلاص وآثاره على العبد في الدنيا والآخرة : "الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب؛ فروعها الأعمال، وثمرها طِـيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك.. والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب ؛ ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم".

المسلم مع الإخلاص إذن على موعد مع طيب الحياة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة، على موعد مع راحة القلب التي يثمرها الإخلاص، فالقلب المخلص لا يحمل حقدا ولا غلا ولا حسدا، بل يحمل إيمانا صادقا ويقينا راسخا، ويرى مواطن الجمال في كل شيء حوله، فتكتب له الراحة.
المسلم مع الإخلاص على موعد مع النماء.. يزيد الله الاعمال الصالحة وينميها لك، حتى ولو كانت قليلة في نظرك صغيرة عند الناس لا يأبه أحدهم بها.. واستمع لشيخ الإسلام بن تيمية وهو يبرهن على هذا المعنى ويقول رحمه الله: "والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله ، فيغفر الله به كبائر الذنوب كما في حديث البطاقة، وحديث البطاقة كما أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص  قال: قال رسول الله : "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل منها مدّ البصر، ثم يقال: أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقال: أفلك عذر أو حسنة فيها ؟ فيقول الرجل: لا، فيقال: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة"

نعم ثقلت البطاقة مع صغرها وقلة العمل فيها لأن العمل فيها كان ابتغاء مرضاة الله، كان الإخلاص فيها أصل، ولم يكن لأحد من الناس فيها نصيب.
ويقول بن القيم رحمه الله معلقا على حديث البطاقة أيضا: "فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض"

ومن هذا أيضاً حديث الرجل الذي سقى الكلب، وفي رواية: بغي من بغايا بني إسرائيل، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي قد بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفّه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر" وفي رواية البخاري: "فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة". 

ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين"، وفي رواية: "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة."
قال شيخ الإسلام رحمه الله معلقاً على حديث البغي التي سقت الكلب وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق قال رحمه الله: فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها.

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ..

ساحات المسجد النبوي

ساحات المسجد النبوي


تضمنت توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز للمسجد النبوي إنشاء وتحسين الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من الناحية الشمالية والغربية والجنوبية والتي تبلغ مساحتها (235.000م2) للاستفادة منها للصلاة حيث تستوعب حوالي (450.000) مصل وتحد هذه الساحات أسوار وبوابات من كل جانب ، وقد تم تبليط هذه الساحات بالجرانيت والرخام الملون وفوقها أشكال هندسية إسلامية.
ولتيسير حركة وتنقل الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين من وإلى المسجد النبوي ، أنشيء تحت الساحات مواقف للسيارات تبلغ مساحتها الإجمالية (292.000 م2) تتسع لحوالي (4.200) سيارة كما تشتمل الأدوار السفلية للساحات على أماكن خدمة زوار المسجد النبوي ويوجد بها (15) مرفقاً خصص أحدها لمعرض عمارة وتوسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي وباقي المرافق وعددها (14) مكونة من ثلاثة طوابق الأول والثالث خصص للوضوء ودورات المياه ، والأوسط خصص للأعمال والتجهيزات الفنية ، وتحتوي المرافق على (5.750) حنفية للوضوء و(700) نافورة لشرب المياه و(1.900) دورة مياه ودش ، وسلالم كهربائية متحركة عددها (116) سلماً، وسلالم عادية لتسهيل حركة الزوار عن طريق 30 مدخلا تصل مواقف السيارات بالساحات المحيطة بالمسجد النبوي كما تم توفير مصاعد لخدمة المعاقين بمواقف السيارات.
ومن أبرز المشاريع المعتمدة للمسجد النبوي وجاري العمل على تنفيذها حالياً ما صدر به التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، أثناء زيارته للمدينة المنورة بعد توليه الملك باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي بكلفة إجمالية قدرها (4.700.000.000)ريال ومنها: تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف وتبلغ مساحتها 37.000 متر مربع وستستوعب عند انتهائها أكثر من 70.000 مصل؛ ومنها: تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار وتكون هذه المظلات مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آلياً عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً وسوف يستفيد منها عند انتهائها أكثر من 200.000 مصل.
(المشاريع التطويرية بالمسجد النبوي خلال عـ20ـاماً ص12،4؛ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي-وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي).

عمارة وتوسعة المسجد النبوي

عمارة وتوسعة المسجد النبوي



العهد الذي تمت فيه التوسعة                                               مساحة البناء أو التوسعة              
بناه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة:                                 1050م2
توسعة
النبي صلى الله عليه وسلم بعد مقدمه من خيبر سنة 7 هـ:                            1425 م2
زيادة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17هـ:                                            1100 م2
زيادة
عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 29ــ30 هـ:                                        496 م2
زيادة الوليد بن عبد الملك الأموي سنة 88 ــ 91 هـ:                                         2369 م2
زيادة المهدي العباسي سنة 161ــ165 هـ:                                                    2450 م2
زيادة السلطان أشرف قايتباي سنة 888 هـ:                                                   120 م2
زيادة السلطان عبدالمجيد العثماني سنة 1265ــ 1277 هـ:                                   1293 م2
زيادة جلالة الملك عبد العزيز سنة 1372 هـ (التوسعة السعودية الأولى):                 6024 م2
زيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (التوسعة السعوديةالثانية):        82000 م2
مساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي (ضمن توسعة خادم الحرمين الشريفين):       235000 م2


أولاً: عمارة وتوسعة المسجد النبوي في العهد السعودي:لقد أولت حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها اهتمامها البالغ بالحرمين الشريفين توسعة وعمارة وصيانة وتظهر العناية بالمسجد النبوي من خلال التوسعات المتلاحقة له، ولم يمر ملك من ملوكها إلا وله يد في توسعته وعمارته.
فقد اعتنى الملك عبدالعزيز بالمسجد النبوي عناية عظيمة وظهرت آثارها حين زار المدينة المنورة في شعبان عام 1345هـ واطلع خلالها على ما يحتاجه المسجد النبوي من تنظيمات إدارية وإصلاحات معمارية، واستمع إلى اقتراحات بعض المسؤولين فيها وما يحتاج إليه المسجد في مسائل أساسية.
وجاءت أول أعمال الملك عبدالعزيز يرحمه الله عام 1348هـ لتعالج آثار التلف التي ظهرت في هبوط أرض الأروقة المطلة على صحن المسجد من جهاته الأربع، وسبب ذلك يعود إلى عدم تصريف مياه الأمطار التي تتجمع في صحن المسجد(1) ثم جاء العمل الثاني في عام 1350هـ حيث أمر بإصلاح ما حصل من خلل في بعض الأعمدة والسواري الشرقية والغربية والصحن وذلك بوضع أطواق من الحديد على ما تلف منها. وفي 12 شعبان 1368هـ أعلن جلالة الملك عبدالعزيز في خطاب إلى الأمة الإسلامية فيه عزمه على توسعة المسجد النبوي(2) وقد استقبل الخبر بالرضا والاستحسان في الداخل والخارج فأجريت الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع وبدأت الأعمال التمهيدية في الخامس من شهر شوال عام سبعين وثلاثمائة وألف وتم شراء الأبنية والدور الواقعة في الجهات الثلاث الشرقية والغربية والشمالية وأزيل من البناء القديم الجزء الشمالي من بناء السلطان عبدالمجيد ومساحته ستة ألاف ومائتان وستة وأربعون متراً مربعاً، وأضيف إليه مساحة جديدة تقاربها وبقي القسم الجنوبي الحالي ومساحته أربعة آلاف متر وستة وخمسون متراً مربعاً وبذلك أصبحت مساحة المسجد النبوي بعد هذه التوسعة ستة عشر ألفاً وخمسمائة وثمانية وأربعين متراً تقريباً(3).
وفي اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 1372هـ وضع ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز حجر الأساس للعمارة والتوسعة نيابة عن والده جلالة الملك عبدالعزيز فبديء في حفر الأساسات ثم البناء والتشييد، واكتملت التوسعة والبناء وأقيم حفل بذلك برعاية الملك سعود بن عبدالعزيز يرحمه الله يوم الخامس من ربيع الأول من عام خمس وسبعين وثلاثمائة وألف 1375هـ فقام بنفسه بافتتاح مبنى التوسعة وحضرته وفود إسلامية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ومن داخل المملكة وخارجها.
ومع التوسعات السابقة إلا أن الحاجة إلى توسعته باتت أمراً ضرورياً نتيجة ازدياد أعداد الحجاج والعمار والزوار لما وفر لهم من الأمن والاستقرار وأسباب الراحة في الحل والترحال فأصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عام 1393هـ أمره بتوسعة المسجد النبوي فبديء بشراء العقارات والدور والمساكن في غربي المسجد ثم هدمت بعد نزع ملكيتها وتعويض أصحابها وأقيم عليها مظلات مقببة بمساحة تقدر بـــ(40.500م2) أربعون ألف وخمسمائة متر مربع وجهزت بما يلزمها وهيئت للصلاة فتوسع المسجد واستفاد منه جموع المصلين في المواسم والجمع والأعياد.
وفي عهد الملك خالد يرحمه الله وقع حريق في المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من المسجد فأزيلت الأبنية الواقعة فيها وعوض أصحاب العقارات، وضمت إلى ساحات المسجد النبوي، وظلل منها مساحة قدرها (43.000 م2) ثلاثة وأربعون ألف متر مربع على غرار ما تم في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود.
على أن تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين في كل عام طرح الحاجة إلى توسعة المسجد فواصل الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -المسيرة بالعناية والاهتمام بتوسعة المسجد النبوي وعمارته لكي يستوعب أكبر عدد من المصلين والزائرين، وتوفير كل ما يريح الزائرين أثناء وجودهم في المسجد.
فشملت أولاً نزع ملكيات العمارات والمباني المحيطة بالمسجد النبوي والتي لم تشملها التوسعات السابقة، ثم مرحلة البناء والتشييد والعمارة حيث بدأ ما عرف بـ"التوسعة السعودية الثانية" التي وضع حجر أساسها بنفسه يوم الجمعة التاسع من شهر صفر عام 1405هـ خمسة وأربعمائة وألف. وفي شهر محرم لعام 1406هـ بدأ العمل الفعلي، تعتبر هذه التوسعة أعظم توسعة في تاريخ المسجد النبوي ليس في مساحتها واتساعها فحسب وإنما في قوتها وجودة بنائها وتوفر الخدمات والمرافق فيها.
وهي عبارة عن مبنى ضخم يحيط العمارة السعودية الأولى من جهات ثلاث وصممت بحيث تتناسب وتتناسق مع نظيرتها في العمارة السعودية الأولى، وتتكون من بدروم ودور أرضي وسطح. وبلغت مساحة التوسعة للدور الأرضي فقط (82.000م2) اثنين وثمانين ألف متر مربع، وكانت مساحة المسجد النبوي بمجموع توسعاته السابقة (16.500م2) ستة عشر ألف وخمسمائة متر مربع، بمعنى أن هذه التوسعة أضافت ما يقدر بخمس مرات للتوسعات السابقة، فيكون المجموع (98.500م2) ثمانية وتسعين ألف وخمسمائة متر مربع، كما بلغت الساحات المحيطة بالمسجد النبوي(235.000م2) مائتين وخمسة وثلاثين ألف متر مربع. 

العناية بالبناء القديم للمسجد النبوي


العناية بالبناء القديم للمسجد النبوي


حين نفذت مشروعات التوسعات السعودية، لم تغفل حكومة المملكة العربية السعودية البناء القديم للمسجد النبوي فقد أبقت عليه وواصلت اهتمامها به ويتمثل ذلك بما يلي :
- الحفاظ على مظهره الجمالي وكل ما فيه. 
- تجديد المحراب النبوي الشريف. 
- تدعيم جميع أعمدة الروضة الشريفة وتكسيتها بالرخام الأبيض الجديد.
- تدعيم جميع أعمدة البناء القديم واستكمال قواعدها النحاسية وعمل أطواق نحاسية حولها على ارتفاع (2.5) متر من الأرض. 
- تكييفه تكييفاً مركزياً. 
- تغطية الواجهات الشرقية والجنوبية والغربية بالجرانيت مع رفعها إلى منسوب سطح التوسعة لينسجم والبناء السعودي في المظهر العام. 
- إعادة دهانه من الداخل باللون البيج لينسجم مع المظهر الداخلي للتوسعات السعودية. 
- إعادة النقوش والخطوط التي في القباب وعلى الجدران لكي تحافظ على جمالها ورونقها. 
- ترميم المنارة الرئيسة ومنارة باب السلام. 
- فتح باب في الزاوية الشرقية الجنوبية سنة 1408هـ وسمي باب البقيع. 
- فتح باب في الرواق القبلي يدخل معه إمام المسجد، كما تدخل منه الجنائز ليصلى عليها كما يستخدم لخروج المصلين وقت الازدحام. 
- تجديد دهان القبة الخضراء كلما استدعى الأمر ذلك. 
- تركيب قناديل وثريات جديدة عام 1407هـ. 
- الاستمرار في ترميمه وصيانته يومياً (4). 

تركيب مظلات في صحني المسجد النبوي


تركيب مظلات في صحني المسجد النبوي


يوجد في التوسعة السعودية الأولى صحنان واسعان مفروشان بالرمل الأحمر أو ما يسميان بالحصوتين والقصد منهما تهوية المسجد، ويمر أثناء العام أوقات تشتد فيها البرودة وأوقات تشتد فيها الحرارة ويتأذى بسبب ذلك المصلون أثناء تواجدهم فيهما لذا فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بفرش أرضهما بالرخام البارد الذي لا يمتص حرارة الشمس ويحتفظ بدرجة حرارة لطيفة لاتؤذي المارين ولا الجالسين عليه. ثم أمر بإقامة اثنتي عشرة مظلة في كل صحن ست مظلات تلف وتنشر تلقائياً بارتفاع سقف المسجد يتم فتحها لحماية المصلين من حر الشمس وحفظ برودة التكييف، وغلقها ولفها إذا انحسرت الشمس وتلطف الجو الخارجي وهي عبارة عن شمسيات من القماش الأبيض تغطي كل واحدة ما مساحته 18م×18م (5) . 

باب الكعبة


باب الكعبة


اختلف الرواة في أول من عمل للكعبة المعظمة باباً، فمنهم من قال له مصراعين وقفلاً، والقول الثالث: إن أول من وضع باباً على الكعبة المعظمة تبع الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد، وهذا القول رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق المطلبي، ورواه الأزرقي في تاريخ مكة( ).
ولما عمرته قريش جعلت له باباً بمصراعين، وكان طوله أحد عشر ذراعاً، وكذلك ابن الزبير، فلما كان الحجاج عمل له باباً طوله ستة أذرع وشبر، وذلك أن الحجاج رفع باب الكعبة عما كان عليه في بناء ابن الزبير، لذلك صار طول الباب الذي عمله على قدر الفتحة( ).
وفي العهد السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد كان عام 1363هـ، 1944م، حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك (2.5)سم، وارتفاعه (3.10) أمتار، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين الباب بأسماء الله الحسنى، وقد صنعه شيخ الصاغة. 
أما الباب الثاني فقد أمر بصنعه الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، وقد برزت الفكرة عندما لاحظ الملك خالد عام 1397هـ - 17977م قدم الباب عندما صلى في جوف الكعبة، ورأى آثار خدوش في الباب، فأصدر توجيهاته فوراً بصنع باب جديد، وباب التوبة من الذهب الخالص، وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (كان ولياً للعهد آنذاك) على أن يظهر العمل الجليل هذا بالصورة التي تتمناها نفس كل مسلم أثرها البالغ في ظهور الصورة الأخيرة التي برز بها الباب، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حين ذاك بزيارة مقر العمل، وكان لهذه الزيارة الكريمة أثرها الفعال في دفع طاقة العمل والانطلاق به، وقد انتهينا من العمل قبل الموعد المحدد( ).
وقد تكلفت صناعة البابين - باب الكعبة - وباب التوبة - (13.420.000) من الريالات، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها مائتين وثمانين كيلوا جراماً، وكان الذهب عيار 9.999%( )، واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398هـ، اثني عشر شهراً، وقد أقيمت ورشة خاصة لصناعته.