منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الثانية
اشتملت التوسعة السعودية الثانية على ست منارات جديدة ارتفاع كل منها حوالي (104م) أي بزيادة (32) متراً عن ارتفاع المنارات في التوسعة السعودية الأولى. وبذلك يكون للمسجد بعد التوسعة عشر منارات. ولقد تم تصميم هذه المنارات بحيث تتناسق مع منارات التوسعة السعودية الأولى وفق أحدث النظم الهندسية، وقد بلغ عمق كل منارة (50.45) متراً.
ووزعت هذه المنارات على كامل التوسعة، بحيث يوجد منارة في كل ركن من أركان التوسعة الجديدة، أربع منارات في الواجهة الشمالية، واحدة في الركن الشمالي الشرقي، وأخرى في الركن الشمالي الغربي، واثنتان في منتصف الجانب الشمال فوق البوابة الوسطى (باب الملك فهد)، ومنارة في الركن الجنوبي الشرقي، وأخرى في الركن الجنوبي الغربي. وتحتوي كل منارة على خمسة طوابق نوضحها فيما يلي :
1) الطابق الأول: ويمثل القاعدة للمنارة، وهي مربع الشكل ضلعه(5.5م) وارتفاعه (27) متراً بحيث يستمر هذا المربع بطول ارتفاع مبنى المسجد ثم يعلو السطح، ويلاحظ وجود شريط طولي محفور، به عدة نوافذ صغيرة من الجانبين الظاهرين من المنارة، وقد تم زخرفة هذا الشريط بزخارف بطوله، كما تم تكسية جزء القاعدة بنفس التكسية الخارجية لمبنى الحرم، وهو الذي أدى إلى الشعور العام في التناسق المحسوس من الخارج. ثم تأتي الأحزمة المزخرفة مكونة بداية النهاية للقاعدة، فنجد حزاماً عريضاً به زخارف هندسية، يليه حزام آخر بزخارف نباتية ثم تبدأ الكرنشة لتنسيق المقرنصات التي تهيء إطلالة الشرفة الأولى ، وبالتأمل في المقرنصات نجد أنها جعلت من طبقات واضحة يتخللها تجاويف مزينة بزخارف نباتية.
2) الطابق الثاني: وهو مثمن قطره (5.5م) وارتفاعه متران. يبدأ من أعلى الشرفة السابقة المربعة ويستمر بارتفاع متر، وبالتأمل في هذا الجزء يمكن ملاحظة المثمن على درجات مختلفة من الظهور، فالجزء السفلي منه مثمن مضلع بسيط في تكسيته، ويوجد في هذا الجزء فتحة إلى الشرفة،وذلك لاستعمالها عند الحاجة، والجزء الأوسط ويمثل جزء العقود المحمولة مع أعمدة رفيعة، ويمثل مجموع الأعمدة الثلاثة في ركن المثمن عنصراً يعكس التحول القادم في الطابق الثالث المستدير، ويتمثل تزيين هذا الجزء في العقود التي تنتهي بشكل مثلثات، ويظهر في خلفية العقود أرضية داكنة ونوافذ زجاجية طويلة جعلت بحلوق بيضاء مزركشة، وقد حليت العقود بحزام فيه سلسلة متعرجة بارزة والجزء الأعلى من هذا الطابق يظهر شكل المثمن مرة أخرى مع وجود فتحات دائرية في كل ضلع محاطة بإطار بارز، وقد تم تكسية هذا الجزء بأرضية بيضاء، وينتهي هذا الجزء بمقرنصات تحمل أعلاها شرفة مثمنة.
3) الطابق الثالث: وهو اسطواني الشكل قطره (5م) وارتفاعه (18) متراً ويبدأ من أعلى الشرفة الثانية ويستمر بارتفاع متر، وقد تم تكسية أرضيته بلون رصاصي داكن، وحلي بدالات بارزة مموجة تقوم بعمل الأحزمة ويبلغ عددها اثني عشر حزاماً، وينتهي هذا الطابق بمقرنصات مكونة من طابقين تحمل شرفة مستديرة،ويعتبر هذا الطابق من الأجزاء المصمته والتي تعكس قوة تحمل الأجزاء العلوية.
4) الطابق الرابع: وهو اسطواني الشكل قطره (4.5م) وارتفاعه (15) متراً ويشكل العنق حيث الأعمدة الرخامية والأقواس الثمانية المثلثة الرؤوس البارزة، وجميع تشكيلها يحيط بعصب السلم الدائري، ويعلو هذا الجزء أيضاً مقرنصات في طابقين تحمل شرفة دائرية أصغر من سابقتها.
5) الطابق الخامس: وهو اسطواني الشكل قطره (4.5م) وارتفاعه (12)متراً ، ويبدأ من أعلى الشرفة السابقة، ويمكن تقسيمه إلى عدة عناصرحيث يبدأ ببناء اسطواني مضلع ينتهي بتاج مشرشف يكون شرفة صغيرة تحمل الجزء العلوي والذي يبدأ ببناء مخروطي تعلوه قبة بصلية هي الأساس لقاعدة الهلال البرونزي المطلي بالذهب عيار (24)قيراطاً، ويصل ارتفاعه إلى حوالي (6) أمتار ويبلغ وزنه حوالي (4.5)طن ليعلن انتهاء المنارة.
وبالتأمل في منائر المسجد النبوي الشريف نجد أن له لمسة جمالية أخرى أضيفت إليه وذلك باستخدام الإنارة الصناعية والتي أضفت تأثيراً ما بعده تأثير على البناء الشامخ حيث إن الضوء المشع أعلى يحيط بالمنارة، وكأنها يصعد بها إلى أعلى الفضاء. وذلك بتركيب جهاز يعمل بأشعة الليزر وضع على منسوب (86) متراً تقريباً لإعطاء حزمة ضوئية تحدد اتجاه القبلة على مساحة (50) كيلاً تقريباً.
0 التعليقات :
إرسال تعليق