الاثنين، 29 ديسمبر 2014

بناء السلطان مراد


بناء السلطان مراد
 

تسبب سيل عظيم دخل المسجد الحرام عام 1039هـ - 1629م، في سقوط معظم البيت المعظم، فقد دخل السيل العظيم المسجد الحرام وملأ غالبه، ودخل الكعبة المعظمة من باب ووصل إلى نصف جدارها وبلغ في الحرم إلى طوق القناديل، وقد أدى ذلك إلى سقوط الجدار الشامي، وبعض الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، وكان أمراً جللاً أوقع الضجيج العام، وأزعج الناس، وقد تمت إعادة البناء على ما كانت عليه عندما أعاد بناءها الحجاج، وأرض الكعبة وجدرانها من رخام ملون، وفيها أربعة دعائم، والدرجة الصاعدة إلى السطح في بطن الجدار الشامي عليها باب صغير( ).
وبهذه العمارة انتهت عمارة الكعبة المعظمة من عهد بناء الملائكة إلى العصر حيث كانت عمارة السلطان مراد خان سنة 1040هـ - 1630م، هي الأخيرة، واستغرقت عمارتها نحو ستة أشهر ونصف. 
الترميم والإصلاح
أفرد مؤلف تاريخ الكعبة المعظمة فصلاً حول ترميم وإصلاح الكعبة المشرفة، وفي عموم محتوياتها، من داخلها وخارجها وسقفها وجدرانها، وعموم متعلقاتها منذ عمارة عبد الله بن الزبير إلى وقتنا الحاضر، وقد أضيف في الطبعة الثانية من نفس الكتاب الترميم الذي تم في العهد السعودي( )، ومن الصعب ذكر كل ما تم في هذا الشأن، لكن هناك محاولتين لإعادة بناء الكعبة على بناء ابن الزبير، الأولى من سليمان بن عبد الملك، ولم يمنع سليمان إلا أن ما فعله الحجاج كان بأمر أبيه عبد الملك بن مروان، أما المحاولة الثانية فكانت في العهد العباسي في زمن أبي جعفر المنصور، وابنه محمد المهدي، أو حفيده هارون الرشيد، لما أراد أن يغير ما صنعه الحجاج في الكعبة، وأن يردها إلى ما صنعه ابن الزبير، فناشده الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة أن لا يفعل( ). 

0 التعليقات :

إرسال تعليق