الخميس، 25 ديسمبر 2014

قداسة الكعبة


قداسة الكعبة


ومنذ أن بني بيت الله الحرام( ) على أيدي الرسولين الكريمين إبراهيم وإسماعيل كان مقصوداً من حجاجه، وإنه كان قد دخل إلى عقيدة التوحيد، من الشرك والوثنية ما دخل فيها، ومع هذا بقي البيت الحرام مقدساً لدى المؤمنين والمشركين والوثنيين يحجون إليه، وكانت قداسة الكعبة لذاتها، ولهذا كان الإجماع منعقداً على تقديسها، من قبل العرب الذين اختلفوا في معتقداتهم وآلهتهم دون أن يحملهم هذا الاختلاف على قداسة الكعبة).
(لقد اختلفوا في الشعائر والفرائض لاختلاف آلهتهم، ولم يف رض أتباع أحد من هذه الآلهة على أتباع الإله الآخر فرائضه وشعائره، بل تمسك كل فريق بفرائضه وشعائره وصنمه، ولم يقبل من غيره أي فريضة يفرضها، أو شعيرة يحمله عليها).
(أما شعائر الكعبة وفرائضها فهم راضون بها ويؤدونها حسب ما يمليه سدنتها وحمسها).
(وتفرد الكعبة بهذه القداسة يثبت أنها بيت الله الحرام بحق، وما عداه ليس ببيت الله، وإنما هو بيت صنم، ولهذا لم يكن لبيت من القداسة لدى العرب غير الكعبة وحدها).
(وظل البيت محجة للناس إلى أن أكرم الله الوجود الإنساني بالرسول الأعظم محمد خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، فطهر بيت الله من الأوثان والأصنام، وعبادتهما، ففي السنة العاشرة للهجرة تمت طهارة البيت والحج إليه من كل ضروب الوثنية وعادتها، فلم يعد منذ تلك السنة يحج إلى البيت كافر، أو يطوف عريان، وعادت إلى بيت الله قداسته التامة الشاملة، وصار بعد ذلك أنى كانوا من مشارق الأرض ومغاربها( ).

0 التعليقات :

إرسال تعليق