الاثنين، 29 ديسمبر 2014

عناصر البيت العتيق


عناصر البيت العتيق


لكل بيت عناصر ومكونات، وبيت الله أهم وأقدس البيوت قاطبة في الدنيا كلها، ومفرداته لها قيمتها الدينية والتاريخية، وهي أجزاء من بيت الله، وفي حرم الله الآمن، وسنتناول هذه العناصر باختصار غير مخل. 
الحجر الأسود: 
لما بنى إبراهيم وإسماعيل عليها السلام القواعد من البيت، ليبلغا الركن، قال إبراهيم لابنه إسماعيل: يا بني اطلب لي حجراً حسناً أضعه هنا، قال: يا أبت إني كسلان لغب( )، قال علي ذلك فانطلق يطلب له حجراً، وجاءه جبريل بالحجر الأسود من الهند، وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة( )، وكان آدم قد هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس، فجاءه إسماعيل بحجر فوجده عند الركن، قال: يا أبت من جاءك بهذا، قال: جاء به من هو أنشط منك، فبنيا عليه، وهما يدعوان الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه فقال: ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [البقرة:127]،( ).
وقد وردت أحاديث صحيحة في السنن، قال عليه الصلاة والسلام: {كان أشد بياضاً من اللبن، وإنما سودته خطايا ابن آدم}( ).
وفي حديث أبي جهم أن الحجر الأسود نزل قبل إبراهيم، ثم رفع إلى السماء حين غرقت الأرض، ثم جاء به جبريل حين بناء إبراهيم نقله الحافظ ابن حجر في شرح صحيح البخاري( )، ورغم الخلاف على المكان الذي كان به الحجر، هل هو الهند، أو في السماء، أو جبل أبي قبيس، إلا أن الكل متفقون على أن الحجر من الجنة( ).
والحجر الأسود يقع في ركن الكعبة الشرقي، وارتفاعه من أرض المطاف متر واحد ونصف المتر، ولا يمكن وصفه الآن، لأن الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة، وأما باقيه فإنه داخل في بناء الكعبة المشرفة، وممن رآه ابن علان أثناء بناء الكعبة زمن السلطان مراد عام 1040هـ قال: وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل، وعرضه ثلث ذراع، وسمكه أربعة قراريط، والسواد هو على الظاهر من الحجر أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض( ).
وقد مر على الحجر الأسود حوادث كثيرة، أولها ما ذكره ابن إسحاق، أنه عندما أخرجت جرهم من مكة، خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة والحجر، فدفنهما في زمزم وانطلق، وهناك اختلاف في مكان الدفن، غير أن امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه، ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي إلى بناء عبد الله بن الزبير، وهو أول من ربط الركن الأسود بالفضة عندما تعرض وتصدع من الأحداث التي جرت، وأضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس، ثم أفرغ عليه الفضة، وقد وقع حادث عليه في آخر شهر محرم عام 1351هـ، عندما اقتلعت قطعة من الحجر الأسود، وعمل الأخصائيون مركباً كيماوياً مضافاً إليه المسك والعنبر، وبعد أن تم تركيب المركب الكيماوي، أخذ الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها في محلها تيمناً.
ولعل أفظع ما مر على الحجر الأسود حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه نحو اثنتين وعشرين سنة، ورد إلى موضعه سنة (339هـ)( ).
ومن أمام الحجر الأسود يتم البدء في الطواف بالكعبة. 

0 التعليقات :

إرسال تعليق